التعلم في زمن الكورونا

التعلم في زمن الكورونا

الى كل هؤلاء الّذين يتعاطون الشأن التربوي ويسعون الى تبني التعلم الإلكتروني والتعليم عند بعد يرجى ان يؤخذ بعين الاعتبار بأن هذين النظامين يختلفان عن التعليم المباشر فالتعليم المباشر يجعل من الأستاذ شئنا ام ابينا محور العملية التعليمية ويبقى وحده في وجه الطلاب متمسكاً (اي الأستاذ) بالمعرفة. أما في التعليم عن بعد فيجب ان تُوضَع المعرفة بين يدي الطالب على شكل وحدات (تجزئة المقرر) حيث يصبح الطالب فعلاً محور العملية التعليمية ويصبح الأستاذ ميسر فقط للمعرفة ووسيط. هناك عدة طرق لوضع المعرفة بين يدي الطالب :

البعض يفضل إرسال المقرر كاملاً للتلاميذ على ان يتفقوا على لقاءات اون لاين لتيسير المعرفة من خلال تبادل ما فهمه الطلاب في ما بينهم بحضور الأستاذ اون لاين.

منهم من يفضل إرسال المقرر على شكل وحدات او محاور مسبقاً ويتم من خلال الأون لاين ايضاً تبادل فهم المحاور اسبوعياً لمدة لا تتجاوز ال ٤٠ دقيقة.

ومنهم وأنا من بين هؤلاء من يرسل عناوين المحاور او الوحدات ويترك للطلاب الخيار بالبحث عن معلومات تسمح بوضع محتويات المقرر بشكل تدريجي اسبوعياً تحت إشرافه من خلال الأون لاين والمدة تكون ايضاً محدودة ما بين ٣٠ و٤٠ دقيقة.

الحالات الثلاث هي مستمدة من نظريات التعليم الأنجح : البنائية، بيجاه والبنائية الاجتماعية، فيجوتسكي constructivisme و .socioconstrictivisme

في حالة التعليم عن بعد لا يصح فتح الإنترنت وكأننا في صف تقليدي مباشر حيث تنتهي الحصة مع انتهاء الوقت. عند اتباع التعليم عن بعد، الأستاذ مطالب بأن يكون مستنفراً ٢٤/٢٤ و٧/٧ (حتى ولو تُركَ له حرية الاجابة بحسب التوقيت الذي يناسبه) حيث هناك عدة قنوات تسمح للطالب بالتواصل مع الأستاذ على مدار الساعة mail, wats ap, texto, téléphone, visioconférence, classroom, etc. بذلك لا يمكن حصر عمل الأستاذ من خلال احتساب حصة كاملة على طريقة الصف التقليدي.

من أسس التعليم عن بعد، ترك الخيار للمتعلم ان يعمل أوف لاين offline او اون لاين online. لذلك يجب ان تكون المحاضرات المباشرة والمفتوحة محدودة جداً لفتح المجال أمام الجميع للاستفادة من هذا التعليم : فللتعليم عن بعد طريقتين للعمل - العمل المتزامن syncrone والعمل الغير متزامن asynchrone ؛ بحالة طلابنا ولبناننا يجب ان يأخذ العمل الغير متزامن الحيز الأكبر من عملية التعليم كما يتوجب على كل أستاذ ان يعيّن على الأقل داعم tuteur واحد (يتم اختياره من تلامذة الصف) لكل ٢٠ طالباً لكي يقوم بعملية مساندة ودعم لزملائه من خلال التنسيق الدائم مع الأستاذ كما يجب حس الطلاب على العمل التعاوني من خلال إنشائهم مجموعات whats-.app

انهي القول بالتشديد على كون التعليم المباشر يختلف عن التعليم عن بعد الذي هو عبارة عن نظام مُعَقد يسميه اصحاب الاختصاص بمنظومة وليس نظام لانه يعتمد عدة قنوات اتصال ويتميز بتعددية وسائطه multimédia وتنوع موارده البشرية وبالتالي المحاضرات المفتوحة اون يجب ان تكون محصورة فقط لوضع النقاط على الحروف مع الطلاب mise en commun.

يوسف ملك

23 أذار 2020